إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا logo إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
shape
حاجة البشر إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
157188 مشاهدة print word pdf
line-top
حكم التكلم بمثالب هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

وسئل غفر الله له ولوالديه: ما حكم التكلم بمثالب هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومكاتب الدعوة والإرشاد، وهيئات جمع التبرعات لصالح المسلمين، وغيرها من المؤسسات الخيرية في المجالس العامة؟
فأجاب: لا يتكلم في مثالبهم إلا من يبغضهم، فهم أهل الخير والصلاح، يدعون إلى الخير، وينشرون تعاليم الدين، ويشرحون محاسن الإسلام، ويوضحون ما فيها من المصالح، وما يترتب على فعل الخيرات وعمل الصالحات من النصر والتمكين، والعز والتأييد، وما يمن الله به على المسلمين بسبب ظهور الدين وتمكن أركانه وواجباته وتحقيقها، والعمل بما يحبه الله -تعالى- وترك ما نهى عنه؛ من الرزق ورغد العيش والسعة في المال والأمن في الأوطان، وما يحصل من العقوبات والعذاب ونزول المثلات وتسليط الأعداء بسبب المعاصي وانتشار الفساد.
ولا شك أن هؤلاء المبغضين للهيئات والدعاة أعداء للدين، لأنهم يحبون المعاصي، ويودون أن يتمكنوا من شرب الخمور، وفعل الزنى، وأكل الربا، وترك الصلوات، وسماع الأغاني، والسهر على اللعب واللهو والقمار، والنظر في الأفلام الخليعة والصور الفاتنة، ونحو ذلك من المعاصي التي ينهى عنها الدعاة والهيئات، فهؤلاء يجدون مضايقة من رجال الحسبة ومن الدعاة وأهل الصلاح، ويتمنون أن لو يخلو لهم الجو حتى يفعلوا ما يريدونه من المنكرات والفواحش، حيث إن قلوبهم مليئة بحب الفحشاء والمنكر؛ وحيث إن المعروف بغيض عندهم وثقيل في نفوسهم، فلم يجدوا ما يبررون به مواقفهم سوى تتبع العثرات ونشر الأخطاء وذكر المعائب والمثالب، والرمي للدعاة بالعظائم، التي هي كذب وبهتان عظيم.
فهؤلاء يتفكهون بأعراض الصالحين، ويحاولون أن يتنقصوهم، وكلما سمعوا قصة خيالية أو كلمة ألقيت في مجلس على وجه المِزاح، جعلوها حقائق، ويكذبون معها مئة كذبة، كفعل الكهنة وخدمة الشياطين .
فعليكم أن تردوا عليهم كذبهم، وتشرحوا لهم فضل هؤلاء الدعاة ورجال الحسبة وأصحاب الجمعيات والمبرات الخيرية، وأهدافهم ومحاسنهم، وحسن مقاصدهم، وما يحصل بواسطتهم من قمع الأشرار، ودفع الفساد، وتخفيف الشرور والمنكرات: وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ فاجتهدوا في الدفاع عن أهل الخير، حتى تذلوا هؤلاء المفسدين، وتبطلوا أكاذيبهم، ويظهر الحق وأهله ولو كره الكافرون، والله أعلم.

line-bottom